من اجمل ما قرات عن امل محمود وكتاب علشان السناره تغم

عشان السناره تغمز
هذا كتاب لا يستحق عناء قراءته، فهو يعاني من خلل ثقافي وحالة من التيه التي تجعلنا ننظر له علي أنه من لهو الحديث الذي لابد أن تعرض عنها وإلا أصابك رزازه، اسمه"علشان السنارة تغمز" ومن الغلاف الأول تقول صاحبته أمل محمود إنه كلام لازم البنات تعرفه.

وعلي الغلاف الأخير تقدم أمل محمود نفسها علي أنها كاتبة ساخرة (دون أن تحدد لنا من أي شيء تسخر)، ومتخصصة في العلاقات الإنسانية وشاعرة لها العديد من الدواوين تحت النشر (أي أنها الوحيدة التي تعرف أنها شاعرة)، وفنانة تشكيلية - كما تقول عن نفسها- يعرفها رواد الفن التشكيلي (أي أنها فنانة تشكيلية من منازلهم)، ويعرفها أيضا قراء المجلات الإنجليزية والمجلات الإليكترونية (وكأنها تقول:القراء الفقراء يمتنعون، لأنهم مش من مستواها).

تري أمل - التي لابد أن نمنحها فرصة تقديم كتابها الذي ينتمي إلي فصيلة كتاب الجيب- أن كتابها عبارة عن قوانين لازم كل بنت تعمل بيها لو عايزة تلاقيلها حوت أو درفيل أو حتي قرموط يشبك في سنارتها، ولازم كل ست تطبقها في حياتها الزوجية لو عايزة تعيش سعيدة وتصطاد جوزها تاني وتالت ومن أول وجديد.

أمل واضحة منذ البداية فهي تسعي إلي تطبيق سياسة يا بخت من وفق راسين في الحلال ولكن علي طريقتها، وقد يكون الدافع الذي يقف وراءها هو زيادة نسبة العنوسة في مصر، وجلوس البنات علي رصيف الحياة في انتظار عريس لا يجيء أبدا، وهو هدف نبيل، لكن من قال إن الأهداف النبيلة يعمل من أجلها الجميع بنبل ورقي.

كتاب أمل محمود المكون من من 186 نصيحة مباشرة للبنات كتاب حسن النية، والطريق إلي الجحيم مفروش كما تعلمون بالنيات الطيبة، لقد جعلت في طريق سعيها المحموم إلي زواج البنات العلاقات الإنسانية مجرد سلعة وتجارة، وحطت من قيمة المرأة وقيمتها التي يجب أن تعمل فيها «قرد» حتي تحصل علي عريس.

لقد حاولت أمل محمود المتخصصة في العلاقات الإنسانية ـ كما تقول ـ أن تبدو سيدة عصرية وفاهمة وواعية، رغم أنها في نصائحها لا تزيد عن زينات صدقي في فيلمها «القلب له أحكام» الذي لعبت بطولته العظيمة فاتن حمامة أمام أحمد رمزي.

ظلت زينات طوال الفيلم تشرح لفاتن حمامة كيف تصطاد ابن العز وأكل الوز، تعلمها رمشة العين ورقصة الحاجب ودلع المشية التي لابد أن تأتي بمفعولها، قالت لها ما عليك إلا أن تمري أمامه وترمي بالكتب أمامه، وفي ثانية هتلاقيه بيوطي علشان يجيب لك الكتب وساعتها العين هتيجي في العين والإيد هتلمس الإيد، وتسألها فاتن حمامة ببراءتها التي لم تكن مصطنعة يوما في أفلامها، وماذا سيحدث بعد ذلك، فتصرخ فيها زينات صدقي، بعد كده تبقي تدعي لي بقي.. ثم تنظر إلي سقف الحجرة بعينها الحولاء وتقول:عقباااااااااااالي.

أمل محمود في كتابها نسخة من زينات صدقي، وبدلا من أن تكون نسخة عصرية تفهم ما دار في المجتمع من تغييرات اعترت العلاقات الإنسانية التي هي متخصصة فيها، إذا بها نسخة مشوهة فيما ذهبت إليه، لن أكون متعسفا وأصدر أحكاما علي شيء لا تعرفونه، فهذه نماذج من نصائح أمل محمود التي تعرف نفسها أكثر مما يعرفها الآخرون، وقد حرصت أن أنقل النصائح بلغتها العامية المفرطة التي لا يمكن أن نقبلها علي أنها تتوافق مع الذوق العام أو ثقافة البنات التي تتوجه لهم أمل، فالمصيبة أنه حتي العامية في الكتاب مكتوبة بطريقة خطأ(وأرجو من الإخوة المصححين في الجريدة أن يلتزموا بالنص وألا يتدخلوا بالتصحيح حتي لا تفسد معاني أمل).

أولا:الإنسان بيتعود علي الشكل بسرعة، يعني لو كنتي هيفاء وهبي لكن لما بتقعدي أودامه بتتقلبي أبو الهول وبتبئي باردة، يبأه كام خروجه وابأه سلملي علي جوزك يا إسماعيل بيه، هو مش محتاج أنتيكة ، محتاج إنسانة، يعني لو كان شكلك عادي جدا، لكن شخصيتك دافية وجذابة هيشوفك مارلين مونرو.

ثانيا:لازم تهتمي جدا بريحتك، يعني تزيلي شعر الباط علي طول، ودايما تاخدي دش وتحطي مزيل عرق، أو شبة قبل ما تفكري تقابلي أي حد، علشان ما يطلعش يجري منك، أو ترتبطي في ذهنه بريحة وحشة، وده مش في مصلحتك تماما، مافيش داعي لو جه المرة اللي بعدها تلاقيه حاطط مشبك في مناخيره.

ثالثا:لو في أي عيب إنتي شايفاه في وشك، ومخليكي مش بتعرفي تبصي في عينيه يبأه يا تعملي عملية تجميل، يا تتعلمي إزاي تخبي العيب ده بالمكياج، يا تتصالحي مع نفسك وتعرفي إن وشوش الناس كلها عيوب بما فيهم وشه فلا تعايرني ولا أعايرك الهم طايلني وطايلك.

رابعا: مش أي نظرة عين توقع، ده فن، في بنات بتتقنه بالفطرة، وفي بنات بتبص بسذاجة، أجمد نظرة هي والوش نازل لتحت شوية والعين بتبص في عين اللي أودامها مباشرة مع إبتسامة خفيفة وإوعي…لكن بتتكسفي وتبصي في الأرض هتديله إنطباع إنك مش واثقة من نفسك وهتفضلي في خانة الأخت العزيزة.

خامسا:لازم يحس إنك عندك لا مبالاة من ناحية الرجالة ولو جه كلام عن الإرتباط، قولي له أنا ما بفكرش خالص في الموضوع ده دلوقتي(حتي لو إنتي هتفطسي)كده تخليه ينتحر علشان يقنعك بالعكس، وهيبتدي هو اللي يقرا عن برجك، وصلتي للنقطة دي؟يبأه إدعيلي بأه.

سادسا:ما ترميش السنارة أبدا وإنتي متوقعة إن يطلع لك السمكة اللي في بقها خاتم ذهب، لكن يا ريت تتوقعي إن اللي هيطلع فردة الجزمة، إلي أن يثبت العكس لأن التوقعات العالية هتصيبك بإحباط وتخليكي ممكن تخسري سمكة "باساريا"، طيبة وبتحبك فتطلع لك الجزمة بعد كده، أو تخليكي تصبغي اللي أودامك بخيالك وباللي بتتمنيه فما تشفيش الحقيقة غير بعد خراب مالطا.

سابعا:ركزي في البداية إنك تكوني صحبة كويسة، بلاش النكد، بلاش الرخامة، بلاش تحاولي تزنقيه علشان تطلعي منه كلام حلو أو طلب للإرتباط بالعافية، ونظام أصل جاي لي عريس والسكة دي قديمة أوي وكل الرجالة عارفينها دلوقتي، فهيقول لك ألف مبروك وبالتوفيق.

ثامنا:يا ريت تختاري الحاجات اللي تتحكي، خاصة في البداية وهو لسه مش عارفك يعني بلاش مغامراتك في البيسين والبنطلون اللي اتقطع في حفلة الجامعة وال100 ولد اللي كانوا عايزين يصاحبوكي وبابا ضرب ماما إمبارح، خلي مواضيعك كلها تبين إنك إنسانة مميزة مش ممزقة.

تاسعا:الله لو كل مرة يشوفك مختلفة عن المرة اللي قبلها، يعني أي تغيير في طريقة لبسك..شعرك…لون ولفة الطرحة، كده هيفتكر إعلان كاميه بتاع وها أنتي إمرأة جديدة كل يوم، ويحس إنه كسب 10 ستات في بعض لو في أكتر البحر يحب الزيادة..وصباح النيولوك.

عاشرا:البنات عادة بتستخدم إيديها وهي بتتكلم وممكن جدا تلمس اللي أودامها عادي وتهزر بإيديها عادي برضه، خليكي إنتي مختلفة لأن الراجل ساعات ما بيفهم غلط وبيعتقد إنك سهلة ومتاحة للجميع، وبالتالي هيحطك في إطار مش هتحبيه، وتبتدي إيديه تسرح، والرجالة يا أختي ما بتصدق.

هذه نماذج من نصائح أمل محمود التي تصر علي أنها متخصصة في العلاقات الإنسانية وهذا للتذكير فقط وليس أكثر، إنها ودون أن تدري تبتذل العلاقات الإنسانية، أو أنها بالأصح استغلت ما تعرفه من أجل اللعب بمشاعر البنات من خلال عنوان براق، فكل بنت تريد أن تغمز السنارة، لكن كيف تغمز فهذه هي المشكلة.

لقد حاولت صاحبة الكتاب أن تبدو أنها صاحبة خبرة طويلة وعريضة وأن نصائحها لابد أن تؤتي بأكلها، فقالت في تقديمها لكتابها والكلام لها بالنص وبأخطائه أيضا:علشان السنارة تغمز، كتاب حطيت فيه خلاصة تجاربي وخبرتي سواء كإنسانة أو ككاتبة متخصصة في العلاقات الإنسانية، ولأن كل يوم بيجيلي مشاكل من بنات كتير كل مشكلتهم إنهم مش عارفين يتعاملوا إزاي أو مش عارفين ياخدوا لا حق ولا باطل مع الرجالة، قررت أكتب الكتاب ده عشان يدي كل بنت خبرة ويوفر عليها 10000 تجربة عاطفية علي الأقل.

هل تحقق شي من ذلك في نصائح أمل، أعتقد لا، لسبب بسيط أن ما قالته من نصائح تجاوزته تجارب البنات بمراحل، إنها تتحدث عن البنت التي لا تعرف كيف تتحدث أو تعبر عن إعجابها، وفاتها أن المجتمع الآن يمر بمرحلة تحول، فيه تعدد البنت من أصحابها الرجال كما يعدد الرجل من رفيقاته النساء.

نصائح أمل تتوجه إلي بنت تقريبا مثلها مثل الديناصور انقرضت تماما ولم يعد لها وجود، بنت تطلب وتنفذ وتقتحم عالم الرجال، تحصل منه علي ما تريد، حتي لو كان ما تريد هذا مجرد نزوة جنسية تنتهي في ساعة واحدة، فحتي النزوات الجنسية لم تعد مقصورة علي الرجال فقط.

ثم وهذا هو المهم تتعامل أمل مع العلاقات العاطفية بين الجنسين علي أنها مساحة للكذب والخداع، «فليس مهما أن تقولي له حقيقتك في الجلسات الأولي، حتي لا يهج»، وكأنه من المفروض أن تتجمل البنت حتي تتزوج، وبعد ذلك ليس هناك أدني مشكلة أن يكتشف الزوج أن البنت التي عرفها ليست موجودة معه، وأن الكائن الذي يعاشرها مختلف تماما، ومن هنا تبدأ رحلة الطلاق، فكأنها تقدم نصائح لخراب البيوت وليس لإعمارها.

الاستخفاف هو سيد الموقف في جميع ما تقوله أمل وهذه نصائح أخري:

أولا:في أول خروجة لا تاكلي شيكولاته قبل ما تقابليه ولا وإنتي معاه، لأن الشيكولاته بتساعد المخ علي إنه يفرز مادة الوبامين والعلماء أثبتوا إن الفارة لما بتتحقن بالمادة دي في وجود فأر أودامها بتحبه وبتطلعه بعد كده من وسط 100 فأر، فلو عايزة سنارتك تغمز أكليه هو الشيكولاته.

ثانيا:الصيد غريزة متأصلة جوه كل راجل، من كام قرن كده كان بيصطاد الغزال عشان ياكله، دلوقتي بئيتي إنتي الغزال، علشان كده تلاقي واحد حكيم وفاهم القصة زي متقال يقول لك "يا غزال يا غزال ده العشج حلال دوبتني دوب"يبأه لازم تدوبيه يا غزال.

ثالثا:لو لاقيته تنك ومديكي الوش الجبس، ومشغل في الخلفية أغنية يا واد يا تقيل، يبأه تتنكي عليه أكتر وتشغلي له في الخلفية هو إنت تطول؟لإنك لو شغلتي إنت عمري، هيشغل لك:هش هش يا ديك.

عفوا بالطبع علي ذكر مثل هذه النماذج فعلي ما بها من إستخفاف فإنها غارقة في ثقل الظل، رغم أنني واثق أن الكاتبة تريد أن تبدو خفيفة الظل، حتي تقبلها البنات، لكن ماذا نفعل، فخفة الدم رزق من عند الله، ولا تكفي الـ186 نصيحة كي يصطادها الإنسان، الحكاية من عند ربنا.

ما يجعلك تتعامل مع الكتاب علي أنه عبارة عن تجربة مختلة فكريا وثقافيا واجتماعيا أنه استعان بمجموعة من الأمثال المتدنية في معانيها ودلالاتها، ومنها مثلا:إبعد حبة تزيد محبة، سيب طيرك علي هواه..ييجي وديله علي قفاه، وتصفه أمل بأنه مثل شعبي متجرب، الراجل زي طابع البوسطة كل ما تتفي عليه يلزق أكثر، ورغم أن المثل وبنصه يقال علي البنت، إلا أمل حاولت أن تؤصل لها فوصفته بأنه مثل شعبي قديم دون أن تقول لنا عمره قد إيه، قاعدة الملامة ولا جوازة الندامة، ووصفت المثل بأنه مثل شعبي حكيم، أشتري البقرة ليه لو باخد لبنها ببلاش.

تصف أمل المثل الأخير بأنه مثل أمريكاني ناصح، وهنا تحديدا نصل إلي كيف تفكر أمل أو علي الأصح كيف يفكر من يصفون أنفسهم أنهم متخصصون في العلاقات الإنسانية دون أن نعرف شيئا عن دراساتهم أو تجاربهم أو خبراتهم، وإن كان هذا ليس غريبا في المناخ الفوضوي الذي نعيش فيه، فأنت تستطيع أن تقول أي شيء في أي وقت ولا يحاسبك أحد، وأصبح الشعار الذي نرفعه جميعا الآن هو:دعه يعمل …دعه يمر …دعه يعك.

لا أتعامل هنا مع أمل محمود علي أنها الكاتبة التي قدمت نصائحها للبنات، ولكنه هنا مجرد مثال لعملية من استغلال جاحات المجتمع العاجز التي ظهرت في السنوات الأخيرة بفعل الأزمات الاقتصادية والاستبداد السياسي الذي نعيشه، فخرج هؤلاء بمفاهيم أمريكية لتسويق الأحلام وبيعها إلي من يعجزون عن تحقيق شيء له قيمة، وهذه هي المشكلة الأساسية.

إن ما يمنع البنات من الزواج الآن ليس أنهن لا يجدن التعارف ولا التعرف علي الرجال، ولكن لأن هناك 100 سبب اقتصادي واجتماعي تعطل الزواج، ولذلك كان من الأولي أن تكون نصائح المتخصصين في العلاقات الإنسانية اقتصادية وليست نصائح انتهازية لا يعرف أحد أولها من آخرها.

أعتقد لو أن البنات سرن وراء نصائح "عشان السنارة تغمز"فلن يفزن بشيء، لإنها تذكرك بمحمد صبحي في فيلم علي بابا والأربعين حرامي، كان يحمل معه كتاب «كيف تصبح مليونيرا»؟، وفي نهاية الفيلم أخرج الكتاب وقرأ منه بعد خطوة واحدة ستصبح مليونيرا، فألقي بالكتاب علي طول ذراعه ونظر أمامه فوجد نفسه يقف أمام صندوق زبالة.

لقد أصرت صاحبة السنارة علي أن تجعل العلاقة الإنسانية بين البنت ومن تسعي إلي أن ترتبط به بيعة وشروة كما يقولون اسمعها تقول عبر سطورها:

أولا:ارتبطوا والحياة ظريفة وما بيتقدمش يبقي أكيد بتوفري له الحاجات دي، بيشوفك وقت ما يعوز، بيتكلم معاكي طول اليوم، بيمسك الللا بيمسكه عادي، وبتمسكي اللي بتمسكيه، البوس متوفر وبغزارة، الأحضان شيء عادي، بتنتحري علشان تسعديه…يتقدم ليه.

ثانيا:لازم يكون في حدود لكل شيء، التليفونات بحدود، الخروج بحساب والخدمة الشاملة مافيش داعي منها وإلا يشيل المسئولية ليه أساسا ولو إشتغل في سكة:لو كنتي بتحبيني كنتي عملتي…"إعرفي يا بنت الحلال إنه مش بتاع جواز، ده يا إما بيشتغلك يا إما بيستغلك والإتنين وجهين لعملة قلة الأصل.

إنه لعب بمشاعر بنات محطمات نفسيا وعاطفيا والأسباب عديدة، هناك بنات تجاوزن بكثير من يتقدم لهن، حصلن علي تعليم أرقي ويعملن في وظائف أعلي، وتكسب شهريا أضعاف ما يكسبه الرجال، مثل هؤلاء لا يمكن أن يستسلمن بسهولة لرجل عابر يكون أقل منهن اجتماعيا وثقافيا وماديا، ثم إن الرجال أصبحوا أكثر تفاهة من ذي قبل، ولك أن تتصور أن بنات كثيرات يبحثن عن رجل يستوعبهن ولكن لا يجدن، فعلي ما يبدو أن هذا الصنف خلص من السوق.

المشكلة أن أمل نفسها تنسف كل ما ذهبت إليه، ولا أدري فهل أدركت من كل تجاربها أن كلامها بلا تأثير، إنها تحاول تخفيف العبء عن العانسات وهذه بعض النماذج:

أولا:مافيش حاجة إسمها عانس، إنسي الكلمة دي تماما، طول ما القلب بيدق يبأه يقدر يحب، ويصطاد ويتصاد.

ثانيا:لو إنتي موقفة حياتك علي الجواز أو علي راجل ييجي يسعدك، وقاعدة تولولي ليل ونهار من نقص الرجالة، تبئي يا بنتي بتضيعي عمرك هدر، ما تستنيش راجل يسعدك، إنتي اللي لازم تسعدي نفسك، ما حك ظهرك مثل ظفرك.

ثالثا:النهاية السعيدة هي النهاية اللي إنتي تختاريها، في الوقت اللي إنتي تحدديه، وتكوني مستعدة ليها، يعني إنسي ضغط الأهل والمجتمع والناس والليلة دي، ما حدش هيعوضك عن لحظة تعاسة أو أذي تعيشيها مع سمكة براكودا.

لماذا كانت النصائح والكتاب من الأساس، طالما أن البنت يمكن أن تكتفي بعنوستها وتتجه إلي لحظات سعادة خاصة بها بعيدا عن الرجال؟، لقد بذلت صاحبة كتاب الجيب الصغير جهودا خارقة من أجل أن تصل بالبنات إلي شاطئ الأمان، لكن يبدو أن الهدف الوحيد من النصائح أن يحصل الناشر علي ثمن الكتاب الذي يعتبر بمقاييس السوق وأسعاره مبالغا فيها جدا، إنها لا يتناسب مع تكاليف الكتاب ولا حتي النصائح التي وردت فيه.

"علشان السنارة تغمز" عنوان لطيف وجذاب للغاية، لكنه يتوقف عند حدود أهداف صاحبته لا يمكن أن يتجاوزها إلي حل مشكلة اجتماعية غاية في التعقيد والصعوبة بهذا الشكل، أن بنات مصر مصابات بإحباط مبالغ فيه لا يمكن التعامل معه بحياد علي أي مستوي من المستويات، ولا يمكن أن نهينه أيضا بمثل هذا الاستخفاف الذي ورد علي لسان صاحبة السنارة.

لست من هواة الدعاية السلبية للأفكار فلا يمكن مثلا أن أنصح البنات بعدم الاقتراب من هذا الكتاب لأن به سما قاتلا، لأنني سأكون بذلك ممن يفرضون وصاية علي من يقرأ وهو أمر لم أفعله قبل ذلك ولن أفعله حتما في قادم الأيام، لكنني أحب أن أنبه فقط إلي مساحة خطيرة وهي أن تتحول المشاعر الإنسانية إلي سبوبة يتم البيع والشراء فيها دون حساب.

إن هناك مجموعة لا تعد ولا تحصي الآن من دعاة الخبرة في مجال العلاقات الإنسانية وهؤلاء تملأ كتبهم أرصفة القاهرة وأرفف مكاتبها وتلقي رواجا هائلا، يسعي إليها من يعجزون أو من فشلوا، يعتقدون أنه بمقدروهم أن يقرأوا ويطبقوا وبعد ذلك يمكن أن يقع المراد من رب العباد، وهو ما يجعلني أقول إن ما يحدث ليس إلا نوع من الغش التجاري الذي لابد من مطاردته.

إن الغش التجاري ليس في السلع فقط، ولكنه في الأفكار أيضا، وهناك أفكار كثيرة غير صالحة للاستخدام الآدمي، وليس عليك إلا أن تتجاهلها.

< لم تكن أمل محمود أو كتابها "علشان السنارة تغمز" المقصودين، فقد جاءا في الطريق بشكل عابر، والعينة بينة كما يقولون.

< كان يمكن أن يكون مثل هذا الكتاب عرضا راقيا لفنون صيد الرجال في مصر أو حتي في غيرها فاللغة العالمية واحدة، لكن يبدو أن الاستسهال أصبح لغة الجميع.

< لا يوجد تعليق علي هذا الكتاب أكثر مما قالته زوجة يوسف وهبي لعمر الشريف في فيلم «إشاعة حب» عندما أبدي إعجابه بها بطريقة لم تعجبها قالت له: «بلدي قوي يا حسين».. هذا الكتاب أيضا.. بلدي قوي يا حسين